عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أنكم توكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطانا
رواه الترمذي
قوله: حق توكله أي: توكلا حقيقيا تعتمدون على الله اعتمادا كاملا في طلب رزقكم وفي غيره لرزقكم كما يرزق الطير الطير رزقها على الله عز وجل لأنها طيور ليس لها مالك فتطير في الجو وتغدو إلى أوكارها وتستجلب رزق الله عز وجل
تغدو خماصا الغدو: الذهاب في أول النهار وخماصا: جائعة الطَّيْرَ " .
وتروح هو الرجوع في آخر النهار
المعني الإجمالي
هذا الحديث أصل في التوكل على الله، ففيه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لو توكلوا على الله حق توكله وفوضوا الأمور إليه، لرزقهم من حيث لم يحتسبوا، ويهيأ لهم الرزق بسبب بسيط يبذلونه، وضرب لهم مثلاً بذلك من واقعهم الذي يشاهدونه ويرونه في واقع حياتهم، بل وفي مخلوق ضعيف، وهو الطير، فهو يبذل السبب، فيغدو خاوي البطن للبحث عن الرزق فيعطيه الله من خزائنه التي لا تنقضي، فيعود إلى وكره أو عشه وبطنه ممتلئة، فلو أن الناس توكلوا على الله واعتمدوا عليه، وبذلوا الأسباب، فسعوا في طلب الرزق لرزقهم كما رزق الطير.
أهمية التوكل وحقيقته، الذي يعني بذل الأسباب من السعي في طلب الرزق، أو غير ذلك، مع صدق الاعتماد على مسببها، وهو الله سبحانه وتعالى. إن أهمية التوكل تكمن في أن التوكل مقام جليل، وواجب على المسلم التحلي به، والاعتماد على الله في كل شأن من شؤون حياته، بل إن التوكل من أعظم الواجبات الشرعية، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]